أوجه الحقيقة – إيران –
كل منطقة الشرق الأوسط تابعة لإيران، بغداد مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا كما كان في الماضي، والشعوب المجاورة لإيران هم بالأصل إيرانيين وانفصلوا عن الإمبراطورية الإيرانية.
بهذه الكلمات الواضحة و وفي لحظة صراحة وتصالح مع النفس الاستعمارية، لخّص “علي يونسي” مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني مخطط بلاده وتحركاتها في المنطقة.
لم يخف طموحات إيران التوسعية في استعمار بلدان الشرق الأوسط، بل وعلى العكس أيدها بتاريخ كُتب في طهران ويتم تصديره على يد عساكر الشاه، وأما المشروع الذي بدأته إيران باحتلالها الأحواز وجزر الإمارات الثلاث، تنوي استكماله على خمسين عاما ممنهجة.
خطة طهران الخمسينية لاحتلال المنطقة العربية:
على خمس مراحل، وتدوم كل مرحلة عشرة سنوات ، وتسعى طهران عبرها إلى بسط نفوذها على المنطقة العربية بأسرها ، في خطة سمتها الخطة الخمسينية، وكل شيء مباح في سبيل تحقيق حلم الإمبراطورية.
وبحسب هذه الخطة فإن الدول تقوم على ثلاث ركائز: “السلطة وهي بيد الدولة” و”المعرفة وهي بيد العلماء” و”الاقتصاد وهو في قبضة التجار ورجال الأعمال” ، ولكي تضرب الدولة التي تريد استهدافها يجب عليك ضرب هذه الركائز الثلاث.
شبكة “العبدلي” في الكويت، جماعة الوفاق في البحرين، جماعة الحوثي في اليمن، حزب الله، وغيرهم وغيرهم ..
شبكات التجسس التي تدعمها إيران ودعم وتدريب الجماعات الشيعية، هي أدواتها لتنفيذ خطتها لخلق الفوضى والاضطراب والتغلغل أكثر فأكثر في مفاصل الدول والتحكم فيها.
للأسف نجحت في بعض الدول مثل العراق واليمن، وتكاد أن تنجح في سوريا ولبنان، وهاهي تحاول في البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية
نعم! المملكة العربية السعودية، على رأس اهتمامات خطة إيران وهي حجر العثرة بالنسبة لمخططاتها في المنطقة لذلك طبقت عليها استراتيجية تضعفها.
الأناكوندا في مهب العاصفة:
سنة 2014 حققت إيران إنجازا هاما ومحوريا في خطتها..
جماعة الحوثيين الذين تدعمهم إيران بالمال والسلاح والعتاد سيطروا على اليمن، فرصة ذهبية لكي تقتلع إيران شوكة من حلق مشروعها التوسعي ، ولم لا! تبتلع هذه الشوكة.
المملكة العربية السعودية : الغريم التاريخي والمركز الإسلامي للعالم السنيّ، ولم تتأخر طهران بتطبيق خطة الأناكوندا على السعودية، فور سقوط اليمن في يد الحوثيين، فتحركت لمحاصرتها من الجهات الأربع وعزلها تماما عن محيطها، الحوثيون في اليمن والعراق وسوريا ولبنان شمالا.
ولكي تستكمل حلقة الحصار وتحكم الأناكوندا حلقاتها ، استلمت طهران من سلطنة عمان ميناء صلالة البحري، أحد أكبر موانئ السلطنة تحت مسمى اتفاقيات تجارية واستثمارية، فسدّت على المملكة من الشرق وقطعت عنها بحر العرب، لكن وقبل أن تبدأ أناكوندا طهران في الضغط لتكسير ضلوع المملكة، هبت العاصفة، ونفذت المملكة العربية السعودية عملية أطلقت عليها اسم، “عاصفة الحزم”، وقد عرفت مشاركات تحالف من دول عربية على رأسهم وأكثرهم تأثيرا الجارة الإمارات العربية المتحدة، فانفكت الحلقة وتراجع الحوثيون عن المياه الإقليمية السعودية، لكن إيران لم تتراجع عن مشروعها التوسعي ولايبدو أنها تنوي فعل ذلك.
طريق حرير شيعي:
على الرغم من فشل خطة الأناكوندا فإن إيران لم تعدم الحيلة ، وانتقلت من خطط البحر إلى خطط البر، عبر خطة إسمها “طريق الكوريدور.
باختصار، هو طريق بري يمكن وصفه بطريق حرير على الطريقة الإيرانية لا الصينية وذو نكهة شيعية لاذعة، يمتد من طهران إلى بيروت في لبنان مرورا بالعراق وسوريا وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط.
بهذا الكوريدور تزيد هيمنة وغلغلة إيران وسيطرتها على كل الدول التي يمر عبرها ويبدأ الهلال الشيعي الذي تريده في الإضاءة شيئا فشيئا.
فهل يتحول الهلال الشيعي إلى قمر شيعي مكتمل يضم كل بلاد العرب كما يحلم الحكام في طهران؟!