أطلقت أثيوبيا حملة واسعة وصفتها بأنها “عالمية”، من أجل دعم سد النهضة، وذلك عقب فشل جولة جديدة من المفاوضات بينها وبين مصر والسودان برعاية الاتحاد الإفريقي.
وتم تنظيم الحملة، التي غرد لدعمها كثيرون، لا سيما على موقع “تويتر”، تحت شعار: “لن تمنعنا أي قوة في الأرض من بناء سدنا وملئه”، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية، الخميس.
وأشارت الوكالة إلى أن الهدف من الحملة هو “السماح للعالم بفهم حقيقة أن إثيوبيا لها الحق الكامل في بناء السد من أجل تحسين حياة مواطنيها”.
وذكرت الوكالة أن إثيوبيا أعربت “عن موقفها القوي المتمثل في أنها لا تستطيع الدخول في اتفاق من شأنه أن يحرمها من حقوقها المشروعة الحالية والمستقبلية في استخدام نهر النيل”.
وأعلنت إثيوبيا قبل يومين أن عملية ملء سد النهضة الثانية ستتم كما هو مقرر وفقًا لإعلان المبادئ، ومن المتوقع أن تبدأ في يوليو المقبل.
وذكر أنه في أديس أبابا إن حملة دعم سد النهضة تحظى بتفاعل كبير من المواطنين داخل إثيوبيا وخارجها، موضحا أن شعار الحملة مستمد من تصريح سابق لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي.
وأشار مراسلنا إلى حملات التبرع التي أطلقتها إثيوبيا العالم الماضي من أجل تمويل سد النهضة، إذ عين رئيس الوزراء الإثيوبي مسؤولة عن حملة لجمع التبرعات لصالح السد.
وقال إن “الجانب العاطفي مستخدم الآن في إثيوبيا بشكل كبير جدا من أجل دعم الاستمرار في عملية الملء الثانية والمضي قدما في مشروع سد النهضة”.
ويعتبر السودان ومصر هذا السد الذي يجري بناؤه تهديدا لمواردهما المائية وقد حذرا مرارا إثيوبيا التي أكدت الأربعاء عزمها على المضي قدما بهذا المشروع رغم الخلاف الحاد.
ويشكل “سهد النهضة” المبني بالقرب من الحدود مع السودان على النيل الأزرق الذي يلتقي بالنيل الأبيض في الخرطوم، مصدر توتر بين الدول الثلاث منذ وضع حجر الأساس له في أبريل 2011.
وتريد مصر والسودان التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن تشغيل السد قبل ملئه. لكن إثيوبيا تقول إن هذه العملية جزء لا يتجزأ من بنائه ولا يمكن تأجيلها.
واستبعدت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي الخميس، “الخيار العسكري” لمنع إثيوبيا من مواصلة مشروع بناء سد ضخم على النيل يثير توترا حادا مع الدول المطلة على هذا النهر.
وأكدت مريم الصادق المهدي أمام الصحافيين الخميس في قطر: “لا مجال للحديث عن الخيار العسكري. نحن الآن نتحدث عن الخيارات السياسية”.
ووجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من القاهرة الأربعاء رسالة لإثيوبيا، وقال: “نقول للأشقاء في إثيوبيا أفضل ألا نصل إلى مرحلة المساس بنقطة مياه من مصر لأن الخيارات كلها مفتوحة”.
وحذّر السيسي من عواقب مواجهات الدول، مؤكدا أن “التعاون والاتفاق أفضل كثيرا من أي شيء آخر”.