الانشقاق “الثوري” يحاصر خامنئي بين شقيقة معارضة ورئيس أسبق معترف باستبداده

خامنئي
أوجه الحقيقة

عصفت رياح الانشقاق “العائلي” الثورية بالثوابت المؤيدة للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في خضم موجة الاحتجاجات الممتدة في البلاد منذ وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، على إثر اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق في سبتمبر الماضي.

وفي رسالة على الإنترنت نشرها نجلها، عارضت شقيقة المرشد الأعلى للحكم “الاستبدادي” في إيران، بدري حسيني خامنئي، سياسته في احتواء المظاهرات الشعبية المطالبة بالإطاحة بنظامه القمعي.

“أنا أعارض أفعال أخي”…بهذه العبارات نددت بدري حسيني خامنئي المنهج الذي يعتمده المرشد الأعلى في إيران.

احتجاجات إيران

وقالت شقيقة خامنئي: “أعبر عن تعاطفي مع جميع الأمهات اللائي صرن ثكالى على إثر جرائم نظام الجمهورية الإسلامية”، من عهد مؤسسه آية الله روح الله الخميني “إلى العصر الحالي للخلافة الاستبدادية لعلي خامنئي”.

وأضافت: “قلقي كان وسيظل دائما تجاه الشعب وخاصة نساء إيران”.

وفي اتهام صريح، وصفت بدري حسيني خامنئي نظام شقيقها بأنه “لا يجلب سوى المعاناة والقمع لإيران والإيرانيين” منذ تأسيسه في أعقاب الثورة الإسلامية عام 1979 التي أطاحت الشاه، وفق ما أوردت وكالة “فرانس برس”.

وقالت: “أخي لا يستمع إلى صوت الشعب الإيراني ويعتبر خطأ أن صوت مرتزقته ومتلقفي المال هو صوت الشعب الإيراني”.

وشددت على أنه “يستحق بحق الكلمات المهينة والوقحة التي يستخدمها لوصف الشعب الإيراني المظلوم الشجاع”.

في المقابل، أكدت شقيقة علي خامنئي، أن “شعب إيران يستحق الحرية والازدهار، وانتفاضته مشروعة وضرورية لنيل حقوقه”، معربةً عن أمنياتها في أن ترى “انتصار الشعب وإسقاط الاستبداد الذي يحكم إيران قريبا”.

ووجهت بدري حسيني خامنئي رسالة إلى الحرس الثوري الإيراني، مطالبته بـ”إلقاء أسلحته في أسرع وقت ممكن والانضمام إلى الشعب قبل فوات الأوان”.

شقيقة خامنئي ليست الوجه العائلي المنشق الأول عن نظام المرشد الأعلى الإيراني، وإنما سبق وأن أعلنت ابنة شقيقة خامنئي، فريدة مرادخاني، تنديدها بحملة القمع العنيفة التي تعتمدها السلطات لردع الاحتجاجات الملتهبة في الجمهورية الإسلامية.

محمد خاتمي

يبدو أن دائرة التأييد المقرب من خامنئي، بدأت تتقلص مع توسع الرقعة الاحتجاجية، لينظم الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، إلى المتآزرين مع المحتجين والمنددين بالسياسات القمعية للمرشد الأعلى الإيراني.

وبشعار المتظاهرين “امرأة حياة حرية”، عبر خاتمي عن مساندته للتحركات الاحتجاجية في إيران، التي انطلقت بعد وفاة مهسا أميني بسبب لباسها “غير الصحيح” للحجاب.

واعتبر الرئيس الإيراني الأسبق، الذي شغل منصب الرئيس من 1997 إلى 2005، أن الاحتجاجات تمثل ” رسالة رائعة تعكس التحرك باتجاه مستقبل أفضل)، وفق ما نقلت وكالة “إسنا” الإخبارية.

كما أعرب خاتمي (79 عاما)، عن رفضه لتوقيف طلاب قادوا الاحتجاجات قائلاً إن فرض القيود “لا يمكن أن يضمن في نهاية المطاف استقرار وأمن الجامعات والمجتمع”.

ويُشار إلى الرئيس الأسبق محمد خاتمي، منع من الظهور على وسائل الإعلام بعد احتجاجات واسعة أثارتها إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد عام 2009.