اوجه الحقيقة – ليبيا –
التدخل العسكري المصري في ليبيا قد يكون احد السيناريوهات المتاحة في القضية الليبية اذا اصرت اطراف النزاع على الأقتتال.
بعد المؤتمر الذي عقد في القاهرة برعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بحضور عقيلة صالح والجنرال خليفة حفتر ومع حضور 22 سفير وممثل أجنبي في القاهرة وبعد موافقة ودعم كلا من روسيا وأمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والسعودية والإمارات والبحرين وغيرهم من الدول للمبادرة المصرية لإحلال السلم والأمن في ليبيا وبدء المفاوضات 5+5.
وبعد انتهاء المهلة والتي كانت ممنوحة كفرصة لانصياع الميليشيات للمطالب التي طرحتها القاهرة لوقف القتال لمدة ٤٨ ساعة وفي حال عدم الموافقة لن يكون هنالك خيار آخر سوى الضرب بكل قوة وسيكون التدخل العسكري المصري هو الحل.
بعد ذلك يصبح العالم أجمع خاصة الدول الكبرى شاهدة على من اقترح مبادرة للسلام والمفاوضات ومن رفضها،
وبعد تحريك أرتال عسكرية مصرية للحدود الغربية بالتوازي مع الحدود الليبية، يتسأل الكثيرون
هل ممكن أن تتدخل مصر عسكريا بكل ثقلها ؟!
التدخل العسكري المصري مطروح بكل تأكيد ولكن من غير المعروف شيء عن تفاصيله، هل التدخل في حال رفض الميليشيات للمبادرة ووقف إطلاق النيران سيكون تدخل جويا وتوفير دعم للجيش الليبي الذي يقاتل على الأرض ؟!
أم سيكون التدخل بري يتمركز في الشرق الليبي لمنع سقوط الجانب الشرقي من ليبيا في يد الميليشيات في حال تلقي الجيش الليبي هزائم كبيرة وحماية الجبهة الخلفية للجيش الليبي.
أم سيكون دعم للجيش الليبي عسكريا بأسلحة ومعدات بتقنية عالية تجعله قادر على مواجهة المعدات العسكرية التركية التي تم دعم الميليشات في طرابلس بها.
دعونا نتفق أن الجيش المصري خرج من اليمن بدروس مستفادة وثمينة وكذلك من حرب الخليج والغزو العراقي للكويت كانت درسا أيضا ويوجد دروس كثيرة وأمثلة أكثر.
التدخل العكسري البري في الغرب سيكون مخاطرة كبيرة خاصة أنك تحارب ميليشيات وعصابات وليس جيش نظامي.
وهذه الميليشيات تمتلك صواريخ مضادة للدروع ATGM سواء من نوع كورنيت أو جافلين حصلت عليه كغنيمة فهذه الصواريخ خطيرة جدا.
الجيش السوفيتي وتدخله في أفغانستان وحربه ضد الجماعات كبدته خسارة كبيرة صحيح الجيش السوفيتي كبير وقوي ولكنه يحارب ضد جماعات وميليشيات وليس جيش نظامي.
الجيش الأمريكي في الصومال وأفغانستان والعراق نفس الأمر وعند دخول الانجليز صعيد مصر تلقوا خسارة كبيرة بسبب حروب المناوشات والكر والفر الفرنسيين أيضا عندما دخلوا مصر هزموا في محافظة سوهاج مركز جهينة.
الجيش الليبي في عهد القذافي كان قوي في حربه ضد تشاد حاربوه بالكر والفر تكبد خسارة قوية وعرفت بحر تويوتا.
الجيوش النظامية قوية وتمتلك معدات وأنظمة متطورة ولكن تحريكها بطيء عكس الجماعات والميليشيات التي تعتمد على أسلحة معينة خفيفة عربات دفع رباعي محمل عليها رشاشات 23 مم ومدافع عديمة الارتداد وصواريخ مضادة للدروع وصواريخ محمولة على الكتف موجهة بالأشعة تحت الحمراء.
الجيش المصري يعي جيدا كل هذا بالطبع وهو جيش محترف لديه قدرات عالية ومهارة قتالية كبيرة وأعتقد في وجهة نظري في حال التدخل سيكون مقتصر على الجانب الشرقي من ليبيا أو بدعم الجيش الليبي بالطيران والأسلحة النوعية.
نتمنى ألا نصل لهذه المرحلة وأن يتم تسوية الأزمة سياسيا ولكن للأسف المعطيات تشير عكس كل ذلك.