لا يزال التوتر المتصاعد عنوان العلاقات الصينية الأمريكية، إلا أن هذا الصراع تجاوز الأرض مشعلاً لهيب الحرب الناعمة في الفضاء، وذلك بعد مهاجمة دبلوماسيون صينيون رئيس وكالة الفضاء والطيران الأمريكية “ناسا”، بسبب تصريحات نارية أدلى بها زعيم “ناسا” اعتبرتها بكين مساساً بسمعتها.
وكان مدير “ناسا” بيل نيلسون دعا، في تصريح صحفي، الدول المجاورة والحليفة لأمريكا إلى دعمها على تطوير خطة بلاده لاستكشاف القمر، الأمر الذي وصفته الصين بمحاولة السيطرة على العمليات الاستكشافية وتأسيس “ناتو” في الفضاء، وفق ما أوردت وكالة “بلومبيرغ”.
ووجه الناطق باسم وزارة خارجية الصين، تشاو ليجيان، انتقاده اللاذع لنيلسون، قائلا: “هذه ليست المرة الأولى التي يكذب فيها رئيس الوكالة صراحة ويلطّخ سمعة الصين.”
وأضاف: “في السنوات الأخيرة، عرّفت الولايات المتحدة الفضاء علنا بأنه مجال لقتال حربي”.
الصين وتايوان 2022
لم تتسع الأرض لمساحة حرب التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ليصبح القمر مسرح لتبادل اتهامات السيطرة بين الدولتين، وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة “بيلد” الألمانية، أن مدير “ناسا” المجتمع الدولي في وقت سابق، بالقلق إزاء الصين التي “قد تزعم سيطرتها على القمر وتمنع الدول الأخرى من استكشافه”.
وفي المقابل، اتهمت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية الصين بـ”سرقة التكنولوجيا من دول أخرى”، تحت غطاء تعلم كيفية “تدمير الأقمار الاصطناعية” التي أطلقتها دول أخرى.
وتتمسك بكين باعتبار أن اتفاقات “أرتميس”، التي تدعمها الولايات المتحدة والمنطلقة منذ عام 2020، تهدف إلى مساعدة “ناسا” في إعادة رواد الفضاء إلى القمر هذا العقد.
ويُشار إلى أن اتفاقات “أرتميس”، تضبط مبادئ مصممة للتحكم في النشاط على القمر والمريخ وكواكب أخرى، والتي حظيت بتوقيع دول أعضاء في حلف “الناتو” وهي كندا وإيطاليا والمملكة المتحدة، إلى جانب دول أخرى البرازيل والمكسيك وأوكرانيا.