يواصل اليورو منذ أيام تسجيل أرقام نزول قياسية أمام الدولار، إلا أن اليوم هو “الأسود” لعملة الاتحاد الأوروبي كسر به حواجز المعهود، حيث كان “السقوط الكارثي” لسعر اليورو إلى ما دون دولار واحد، اليوم الثلاثاء، للمرة الأولى منذ 20 عاماً.
وسجل اليورو 0.999 مقابل الدولار عند الساعة 10:14 بتوقيت غرينتش في تعاملات اليوم، وهو رقم لم يسجله منذ سنة 2002، في ظلّ أزمة خانقة للطاقة المتأثرة بانقطاع إمدادات الغاز الروسي في عدد من دول أوروبا مقابل ارتفاع الطلب على الدولار الذي أصبح الملاذ الآمن لاضطرابات السوق المالية، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
اليورو مقابل الدولار
ويشكو اليورو من تأثره المباشر بعديد الأزمات وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى ارتفاع مشط لأسعار النفط والغاز والأغذية، إلى جانب تأخر البنك المركزي في رفع أسعار الفائدة رغم معدلات التضخم الأعلى منذ حوالي 40 عاما.
وعلى الضفة الأخرى، يشهد الدولار انتعاشاً بعد تلقيه الدعم من توقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيعزز في نسبة أسعار الفائدة بنسق أسرع من أقرانه اليورو واليان.
في السابق، كان محدثي السياسة الأوروبية يرحبون بتراجع العملة كوسيلة تسهم في تحفيز النمو الاقتصادي، على اعتبار أنه يجعل صادرات الكتلة أكثر قدرة على المنافسة، إلا أنه مع ارتفاع التضخم في منطقة اليورو إلى أعلى مستوياته، فإن انهيار العملة لم يعد مرحباً به لأنه سيكون السبب في ارتفاع الأسعار وزيادة كلفة الواردات.