حرب الغاز بين أذربيجان وأرمينيا

حرب الغاز بين أذربيجان وأرمينيا
حرب الغاز بين أذربيجان وأرمينيا

أوجه الحقيقة – تقارير

حرب الغاز | القوقاز يشتعل نيران على الجانبين يمتد دخانها إقليميا شرقا وغربا و أصل الشرار رقعة أرض إسمها: ناغورنو كارباخ

ما سبب الحرب بين أذربيجان وأرمينيا ؟

وما دور تركيا وروسيا في هذه الحرب؟

إقليم كاراباخ تركة السوفيات الثقيلة

على مساحة تمتد حوالي 4800 كلم مربع داخل حدود دولة أذربيجان يقع إقليم ناغورنو كارباخ أو “مرتفعات الحديقة السوداء” إذا ترجمنا الاسم للغة العربية ، الإقليم يسكنه 150 ألف شخص أغلبهم من الأرمن فمالذي جعل الأرمن يسكنون داخل حدود أذربيجان؟!

 يجب أن نعود لدولة الاتحاد السوفياتي حيث كانت كامل منطقة القوقاز تابعة للسوفيات اعتمد جوزيف ستالين على تطبيق سياسة التفريق وإشعال نار العداء بين الأعراق فتعمّد سنة 1923 ضم الأقلية الأرمينية وهم سكان كاراباخ داخل حدود أذربيجان وبحدود إدارية تُرسم لتجعل كل ما يحيط بها أذريا رغم رغبة السكان في التبعية الأرمنية ومع انهيار الاتحاد السوفياتي عقب سنة 1991 أعلن الإقليم انفصاله عن أذربيجان لكنه لم يلق اعتراف دوليا باستقلاله وحتى أرمينيا لم تعترف به رسميا لكنها تدعمه ماديا وعسكريا عرف الأرمن والأذريون سنوات حربا دامية انتهت بهدنة وقف إطلاق نار بوساطة روسية سنة 1994 لكن التوصل إلى معاهدة سلام دائم لم يتم إلى حد هذه اللحظة فعادت نيران الحرب تشتعل مجددا

روسيا تراقب بحذر وتركيا تسكب الزيت على النار

اندلعت المواجهات مجددا بين البلدين الجارين بسبب إقليم كاراباخ وبشكل غير مباشر اندلعت مواجهة أخرى بين بلدين داعمين: تركيا وروسيا علاقة أرمينيا بروسيا قوية وتوجد قاعدة عسكرية روسية داخل الأراضي الأرمينية علاقة أذربيجان بتركيا أقوى؛ فاللغة .مشتقة من التركية والسكان أغلبهم من أصول تركية

سبب ثاني: علاقة الأرمن بالأتراك أسوأ مما يمكنك تخيله ويعود السبب إلى المذبحة التي نفذها الأتراك في حق الأرمن عقب الحرب العالمية الأولى

سبب ثالث مهم جعل تركيا تتحرك وتلقي بثقلها إلى جانب أذربيجان ضد أرمينيا: خطوط الغاز… تركيا أكبر مشتر ومستفيد من غاز أذربيجان ومنها يمر إلى أوروبا ولذلك تسعى لبسط نفوذها على كامل أرض أذربيجان ودعا أردوغان أرمينيا بصريح العبارة إلى “وقف احتلال” أرض أذربيجان على حد تعبيره كما أعلنت تركيا علانية وقوفها مع أذربيجان ودعمها حتى عسكريا مع انتشار معلومات عن نشر تركيا لمرتزقة جلبتهم من سوريا إلى أذربيجان لحماية خطوط الغاز والنفط في المقابل، الموقف الروسي يبدو أقل حدة إلى حد الآن واكتفت روسيا بالدعوة إلى وقف إطلاق النار فورا بين البلدين مع إشارة للخارجية الروسية إلى خطورة الدور الذي تلعبه تركيا في تأجيج الأزمة ودعتها إلى التوقف عن اللعب بالنار

أطراف أخرى دولية دعت مثل روسيا إلى وقف إطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات: مجلس الأمن والأمم المتحدة وفرنسا التي يسكنها العديد من الأرمن وحتى إيران الشيعية لم تصطف إلى جانب أذربيجان ذات الأغلبية الشيعية ودعت إلى وقف إطلاق النار من الجانبين بدورها!

برأيك هل تستجيب الدولتان لوقف إطلاق النار أم سيشتعل الوضع أكثر !؟