وسط تنديد دولي باستعمال النظام الإيراني للعنف المفرط لقمع الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني إثر اعتقالها من قبل “شرطة الأخلاق” في طهران، أكدت منظمة العفو الدولية، الجمعة، أن إيران تستخدم قصداً وسائل قاتلة وعنيفة لقمع المظاهرات المناهضة لنظام خامنئي ورئيسي.
وكشفت العفو الدولية في بيان أن “السلطات الإيرانية حشدت جهازها القمعي الجامح المكلف إنفاذ القانون لقمع الاحتجاجات بلا رحمة في جميع أنحاء البلاد، في محاولة لسحق أي تحد لسلطتها”.
وقالت منظمة العفو: “بدون تحرك متضافر من قبل المجتمع الدولي، أقوى من مجرد التعبير عن الإدانة، يمكن أن يتعرض عدد لا يحصى من الشخاص للقتل والتشويه والتعذيب والاعتداء الجنسي والزج بهم خلف القضبان”.
وأشارت المنظمة إلى أنها فحصت صورا ومقاطع فيديو توثق طريقة وفاة المتظاهرين حيث أن معظم “الضحايا قتلوا على يد قوات الأمن التي أطلقت الذخيرة الحية”، وفقاً لوكالة “فرانس برس”.
ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي أعلنت فيه المنظمة غير حكومية أخرى “إيران هيومن رايتس”، ومقرها أوسلو أن 83 شخصا قتلوا خلال أسبوعين من الاحتجاجات على وفاة الإيرانية مهسا أميني.
وثيقة رسمية: “التسبب حتى الموت”
وأفادت منظمة العفو الدولية في تقريرها، بأنها حصلت في 21 سبتمبر على وثيقة رسمية مسربة تثبت أن الضباط تلقوا طلباً رسميا من النظام الإيراني بضرورة “التصدي بعنف” للاحتجاجات.
وأوضحت منظمة العفو أن تستطيع تأكيد مقتل 52 شخصا في الاحتجاجات، إلا أن الحصيلة أكبر مما تضمنته الوثائق التي حصلت عليها.
وفي وثيقة أخرى مؤرخة في 23 سبتمبر، أمر قائد القوات المسلحة في محافظة مازندران، التي شهدت أغلب الاشتباكات العنيفة، قوات الأمن “بالتصدي لأي تظاهرة للمشاغبين بلا رحمة، وحتى التسبب في الموت”، وفقاً لمنظمة “إيران هيومن رايتس”.
وقالت العفو الدولية إن “المادة 19” ووسائل إعلام إيرانية في الخارج ذكرت أن قوات الأمن الإيرانية أوقفت أيضا المغني شروين حاجي بور بعد انتشار أغنيته “باراي” (“من أجل”) التي تتألف من تغريدات حول التظاهرات، على تطبيق إنستغرام وشوهد ملايين المرات.