ملف قديم ساخن عاد إلى الواجهة مجدداً يكشف تورط قيادات حالية في حركة النهضة التونسية بعملية إرهابية قبل 3 عقود.
فقد أعلن كريم عبد السلام قائد عملية «باب سويقة» وأحد القيادات الشبابية لـ «النهضة» مشاركة قادة الحزب الحاليين في أحداث العنف التي تعود إلى عام 1991 والتي أدت إلى حرق حارسي مقر حزب «التجمع الدستوري الديمقراطي» الحاكم آنذاك ، بالإضافة إلى إعدام ثلاثة شباب من «النهضة»، بحسب صحيفة «الشرق المتوسط».
وقال عبد السلام الذي أدلى بشهادة تاريخية من خلال امواج اذاعة راديو «شمس أف أم»، إن العملية كانت «تدار من قبل قيادات الحركة، ومن تنفيذ شبابه»، وبررت الفشل في العودة إلى هذا الملف الساخن، وعدم البحث عن رفات الذين أعدموا في ذلك بمشاركة بعض قادة «النهضة» في تلك الأحداث.
تخطيط وتدبير
كما سئل في هذا السياق أن علي العارض، أحد أبرز قيادات الحركة، لم يكشف عن خفايا تلك الفترة عندما تولى منصب وزارة الداخلية.
كما أكد أن نور الدين البحيري لم يطرح هذا الملف عندما كان وزيرا للعدل، والشيء نفسه كان للزعيم سمير ديلو عندما تولى منصب وزارة حقوق الإنسان، وعبد اللطيف. مكي عندما سلم محفظة وزارة الصحة، على الرغم من سيطرته على الوزارات الحساسة.
كما اتهم القادة الحاليين لحركة النهضة بالتخطيط والتخطيط لهذه العملية الإرهابية، في مواجهة مفتوحة مع نظام زين العابدين بن علي، معتبرا أن عملية «باب سويقة» تم التخطيط لها وأن معظم قادة الحركة يعرفون تفاصيلها.
تصنيع أسلحة و”إبادة”
وأشار إلى وجود «خطة استثنائية» لمقاومة نظام بن علي، طورها عبد الحميد الجلسي، زعيم بارز في حركة النهضة، بالتعاون مع حبيب ألوز وعبد الكريم الحاروني والعجمي الورمين، وكلهم القادة الحاليين في حركة النهضة.
و كانت الخطة هي جمع الأسلحة و إعداد المجموعات لمهاجمة مباني حزب التجمع المنحل و إشعال النار في مباني المؤسسات التعليمية.
كما أوضح عبد السلام أن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة قاد حملة لحشد أنصار الحزب وكشف صناعة الأسلحة بالوسائل المحلية في أوائل التسعينات استعداداً لمواجهة مفتوحة مع نظام بن علي، مطالبا الغنوشي» بالاعتذار والاعتراف و مسؤوليتهم عن إبادة جيل أو جيلين من مؤيدي حزبه».
بالإضافة إلى ذلك، اعتبرت أن الجهاز السري لحركة النهضة لا يزال قائماً «ما دام الحزب لم يعلن تفكيكه»، مشيراً إلى أن الحركة تواصل الحفاظ على منظمتين: هيكلية إدارية نظامية، وموازي آخر يتضمن دائرة و جهاز عسكري يرتبط ارتباطا و ثيقا, عضوي و مباشر مع الغنوشي.
الغنوشي يرد
وردا على هذه المزاعم قال الغنوشي إن شهادة عبد السلام حول عملية «باب سويقة» التي وصفها نظام بن علي بأنها «عملية إرهابية»، «ليست سوى محاولة بائسة ويائسة لتحويل حركة سياسية، وهي أكبر حزب في البلاد، في حالة و تاريخ من الأمن, محاولا ربطه بالإرهاب».
لقد قال وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة من الأحزاب اليسارية سبق أن اتهمت في مناسبات عدة من قبل حركة النهضة بقيادة جهاز مواز للأمن والمسؤولية عن الاغتيالات السياسية بعد عام 2011، وبالحفاظ على غرفة مظلمة في وزارة الداخلية، مؤكدا أن حركة» لم تصبح بعد طرفا مدنيا يتخلى عن العنف».