أوجه الحقيقة – تركيا –
بالتزامن مع تصاعد التوتر بين تركيا وأوروبا لا سيما اليونان وفرنسا ، وعودة لهجة الوعيد والتهديد التي كررها أمس الأحد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رأى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيف بوريل، أن تركيا ترغب في تغيير قواعد اللعبة تجاه أوروبا.
وقال المسؤول الأوروبي الرفيع في مقابلة مطولة مع صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” إن تركيا وروسيا والصين ترغب في تغيير قواعد اللعبة الدولية، لاعتقادها بتغيّر ميزان القوى حول العالم.
كما رأى بوريل أن أنقرة تحاول إظهار نفسها كلاعب أساسي وعنصر رئيسي في المنطقة وقد استخدمت لذلك أساليب وطرقاً مختلفة فيما يخص التنقيب والتحركات شرقي البحر المتوسط.
أتت تلك التصريحات بالتزامن مع هجوم عنيف شنه أردوغان مساء أمس ضد المسؤولين اليونانيّين والفرنسيّين، واصفا إيهام بـ “الجشعين ويفتقرون إلى الكفاءة”.
وأدلى أردوغان بتصريحاته هذه فيما أحيت تركيا الأحد “يوم النّصر”، وهو عيد وطني يؤرّخ لانتصار جيش أتاتورك على القوّات اليونانيّة العام 1922 خلال حرب استقلال تركيا.
وتساءل خلال تسليم شهادات لضبّاط في أنقرة “هل يعلم الشعب الفرنسي الثمن الذي سيدفعه بسبب هؤلاء المسؤولين الجشعين وغير الكفؤين؟”.
يذكر أن تصريحات الرئيس التركي تعكس هشاشة الوضع في شرق المتوسّط، بعد ثلاثة أسابيع من تصعيد بدأ في العاشر من آب/أغسطس عبر نشر أنقرة سفينة للأبحاث في مياه تطالب بها أثينا.
وفي خطوة اتّخذتها دعمًا لليونان، عزّزت فرنسا الأسبوع الفائت وجودها العسكري في شرق المتوسّط، مندّدةً الأحد بـ”السلوك التصعيدي” لتركيا.
وتُبدي أنقرة تصلّبًا حيال التهديد الأوروبّي بفرض عقوبات، وأعلنت السبت إجراء مناورات عسكريّة جديدة شمال جزيرة قبرص.
كذلك، حذّر نائب الرئيس التركي فؤاد اقطاي في اليوم نفسه من أيّ توسيع للمياه الإقليميّة اليونانيّة حتى 12 ميلًا بحريًا.
وأثار نشر صور في وسائل الإعلام لوصول جنود يونانيّين إلى جزيرة كاستيلوريزو خلال الأيّام الفائتة غضب أنقرة.
في حين تصرّ اليونان على أنّ حقّ استغلال الموارد الطبيعيّة حول هذه الجزيرة يعود إليها، وهو ما ترفضه تركيا.
إلى ذلك، وفي إشارة على تصاعد التوتر العسكري أيضا، نشرت باريس في منتصف آب/أغسطس سفينتَين حربيّتين وطائرتين من طراز رافال دعماً لليونان التي تُندّد بعمليّات البحث التركيّة “غير القانونيّة” عن موارد الطاقة في شرق المتوسّط.