مستنقع التجنيد في أوكرانيا: صيد من سوريا إلى العراق بصنارة “داعش” الأوروبية

تجنيد السوريين في حرب أوكرانيا
أوجه الحقيقة

باتت تجارة روسيا بعد تضيق الخناق على اقتصادها جراء حزمة ثقيلة من العقوبات الغربية، ترتكز على المبادلات القتالية والغوص في مستنقع التجنيد الحربي، لتفيذ الهجوم العدائي على الجمهورية السوفياتية السابقة، فبعد تكبد موسكو ضربة قاتلة في صفوف جنودها وخسارة في عتادها العسكري، استنجدت روسيا بالمقاتلين العرب خاصة السوريين بهدف تعويض النقص الحربي والسيطرة على المناطق الحضارية في أوكرانيا

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أكدت يوم الاثنين السابع من مارس الحالي، أن روسيا تُجند مرتزقة سوريين وأجانب للقتال بجانبها في الحرب بسبب المقاومة الشرسة للجيش الأوكراني.

لكن لم تتوقف تجارة مستنقع التجنيد الروسي عند حدود السوريين بل امتدت أيضاً لتشمل العراقيين، وكأن بالعرب أصبحوا دروع بوتين البشرية ووقود الحرب الأوكرانية.

العراقيين في الجيش الأوكراني

أضحى التجنيد القتالي لطرفي النزاع مصير حتمي لاستمرار الحرب وإبراز بسالة الجنود، إذ تواترت في الآونة الأخيرة أنباء عن محاولات لاستقطاب عراقيين عبر مواقع التواصل الإجتماعي من أجل المشاركة في الحرب الأوكرانية.

ونقلاً عن صحيفة “اندبندنت” العربية، فقد أفادت تقارير إعلامية بأنه تم تجهيز حوالي 600 متطوع عراقي لتسهيل عملية توجههم إلى أوكرانيا والقتال بجانب القوات الروسية.

وكشفت التقارير العراقية أن “المتطوعين هم عناصر في فصائل عراقية تابعة للحشد الشعبي، وإن العناصر العراقية ستنضم لقوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين”.

وأضافت التقارير العراقية، أن “توجه متطوعين عراقيين إلى أوكرانيا يظهر مساعي بعض القوى العراقية الرئيسة للانضمام إلى المحور الروسي في المنطقة مما يشكل مشكلة سياسية كبيرة للحكومة العراقية التي تحاول أن تعيد بناء علاقات متينة مع المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة”.

التطوع في الجيش الأوكراني للاجانب

وفي سياق متصل، نقلت وكالات أنباء عراقية مؤخراً عن القنصلية الروسية في البصرة (جنوب العراق) تلقيها طلبات من مواطنين عراقيين للانضمام إلى القتال إلى جانب الجيش الروسي  في حربه على أوكرانيا، الأمر الذي نفته السفارة الروسية في بغداد لاحقاً.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي فيديو يظهر اتصال هاتفي جمع بين متطوع عراقي وجهة معنية بتجنيد المقاتلين للمشاركة مع أوكرانيا في الحرب، حيث بين الاتصال حديث الطرفين عن التفاوض للقتال واستفسار عن إجراءاته، بعد تواتر أخبار تتعلق بعزم عدد من الشباب العراقيين خاصة ذوي الخبرة العسكرية الالتحاق بجيوش الحرب في أوكرانيا. 

السوريين في حرب أوكرانيا

شبه عدد من الخبراء السياسيين سياسة التجنيد للحرب الأوكرانية بنهج “داعش” في الاستقطاب من خلال الاشتراك في وجه الشبه، وكأن سياسة الجذب والسباق للظفر بالمرتزقة أصبحت وجهاً أوروبياً لأداة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الإرهابي، حيث قال الخبير في الشؤون السياسية العراقية، غانم العابد لـDWعربية: “إن توظيف منصات مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد المرتزقة أو المقاتلين ليس جديداً”، موضحاً أن تنظيم “الدولة الإسلامية” كان يعتمد تلك المنصات كأداة جوهرية للتجنيد.
وأضاف العابد: “بالتأكيد هناك أطراف ترتبط بالمعسكرين، سواء الروسي أو الأوكراني، تسعى لاستقطاب مقاتلين من أجل أن تكون المعركة هي معركة المرتزقة، وذلك عبر توظيف أكبر عدد من هؤلاء ليكونوا ضمن أحد المعسكرين”.

ويضيف: “لهذا، بدأنا نلاحظ إعلانات تدعو  للانخراط في الصراع الروسي-الأوكراني”.

التطوع للقتال في أوكرانيا

فسرت آراء المحللين السياسيين الإقبال المتزايد لطرفي الحرب الروسية والأوكرانية تجنيد مرتزقة عرب من أجل القتال في صفوفهم، بالسابقة الحربية التي عاشها كلّ من الشعب السوري والعراقي وانتشار البطالة في البلدين، إلى جانب صعوبة الأوضاع الإجتماعية في هذه الدول نتيجة تداعيات الحرب ومخلفاتها الإقتصادية المدمرة.

وأشارت تقارير إلى أن البطالة ارتفعت بنسق كبير في العراق منذ عام 2003، الذي فرضه واقع إعادة بناء دولة العراق بعد الحرب وتواصل استيطان “داعش” الإرهابي بين مؤسساتها، حيث انعدمت مواطن الشغل وأُحيل مئات الآلاف من الشباب العراقي على البطالة الإجبارية.

أمر ساهم في اللجوء إلى بديل عن خطر البطالة، فما كان إلا للشباب العراقي الوقوف أمام صفوف المغريات المالية للحرب الروسية الأوكرانية.

كما كان حلم الشاب العربي التوجه إلى أوروبا دافعاً لبعض المتطوعين للقتال في أوكرانيا، معتبرين دولة أوروبا الشرقية نقطة عبور نحو عواصم أوروبية غربية وهو ما أشار إليه الخبير في الشؤون السياسية العراقية غانم العابد في تصريح  لـDWعربية.

وفي هذا السياق، قال العابد: “كثيراً من الشباب العراقيين قد يسعون إلى الذهاب للقتال مع أوكرانيا للحصول على الجنسية الأوكرانية أو محاولة استغلال الوضع في أوكرانيا وما يترتب عليه هجرة جماعية للحصول على فرصة للانطلاق إلى أوروبا”.

الطفولة تستغيث: طفل كل ثانية يتحول إلى لاجئ بسبب الحرب الأوكرانية