نظرة بوتين للمرأة تطرح جدلاً بين الرؤية العاطفية والنزعة الكلاسيكية

بوتين والمرأة
أوجه الحقيقة

النظرة تحدد الخلفية، والرؤية تعكس الشخصية، خاصة وإن كانت النظرة تتعلق بالمرأة شرقية كانت أم غربية، فالمرأة عماد البيوت وطرف فاعل في القيادات وشريك في رسم الخطوط، إلا أن نظرة القادة والسياسيين للنساء تعكس بالضرورة مفهومهم عن دور المرأة في المجتمع، وإيمانهم بالمكانة الرائدة التي وصلت إليها شريكة الرجل.

ففي عيد المرأة العالمي، يعترف أغلب السياسيين والرؤساء بإنجازات المرأة زميلة في العمل أو أماً في البيت، إلا أن نظرة بوتين للمرأة تطرح جدلاً بين تناقض قراراته وآرائه وانجذابه العاطفي للأنوثة في زيها الرسمي.

فقبل أيام من عيد المرأة العالمي، أدلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، السبت، بتصريح خلال زيارته إلى مركز تدريب تابع لشركة الطيران الروسية “إيروفلوت”، وسط حضور نسائي بارز.

في اليوم العالمي للمرأة.. تقرير يكشف انتهاكات أردوغان لحقوق المرأة فى تركيا

بوتين: طاولة قريبة من النساء وبعيدة عن الرؤساء

حسب ما نقلت صحيفة “الإندبندنت عربية “، ظهر بوتين في الفيديو الذي نشرته محطات إعلامية روسية، جالساً وسط طاولة مستديرة واسعة وطويلة، وتحيطه حول الطاولة مجموعة من النساء العاملات في الشركة وفي قطاعات مختلفة من إدارات الدولة، وبدت النساء في الفيديو يرتدين ملابسهن وأزياؤهن الرسمية المختلفة، وكأنه يرغب من وراء الجلسة أن يجمع ممثلات عن النساء في القطاعات العاملة والفاعلة ليصارحهن بما ينتظرهن.

جلسة قريبة من النساء دون بعد أو مسافات أثارت استغراب المتابعين، حيث جلس الرئيس الروسي قريباً منهن على عكس الصور التي وصلت للعالم عن مُجالسته وزراءه وجنرالاته وضيوفه من الموفدين الدوليين والرؤساء الذين يُجالسهم على بُعد أمتار كثيرة، على طاولة عريضة وطويلة، وكان آخرهم الرئيس الفرنسي خلال زياراته المتكررة في محاولاته لإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وكان بوتين سمح بمُجالِساته اللواتي بَدَونَ مهتماتٍ بمعرفة أدق التفاصيل، فاسحاً المجال أمام طرح الأسئلة عليه في كل ما يردن أن يعرفن حول الحرب الدائرة في أوكرانيا،  وقد أجاب عن كل سؤال دون كلل أو تذمر، وكأنه يريد أن يبعث برسالة بأنها هذه الجلسة حميمية مع أمهات الأمة وعاملاتها تجعله أن يكون على راحته ويجيب عن الأسئلة من دون أي ارتباك أو مفاجأة ممن تحمله آرائهن.

مواقف بوتين من المرأة الحاكمة

نظراته المريحة للمرأة والنساء العاملات بدلالات الإحترام والإعتراف، لا يمكن لها أن تحجب نقد بوتين ونظرته الجزئية للمرأة، فقد وجه في عدة مناسبات السخرية من النساء بكونهن نساء، بمزحات يعتقدها طريفة أمام مؤيديه من الشعب الروسي، فيصفهن في تصريحات إعلامية على أنهن الأضعف جسدياً، وهذا بسبب الطبيعة لأنهن أصغر حجماً ورقيقات، وأنهن أقل تأثيراً وقدرة في اتخاذ القرارات وهذا أيضاً بسبب الطبيعة لأنهن يمتلكن عاطفة الأمومة، حسب ما تعبيره.

وفقاً “الإندبندنت عربية “، جاء في تحقيق لريبيكا تان منشور في عام 2017 في مجلة فوكس (vox) بعنوان “أكثر من مجرد كلمات: كراهية بوتين للنساء لها عواقب بعيدة المدى”. ووصفت قوله بالهمجي والبدائي عند توجه بقوله للمخرج السينمائي العالمي أوليفر ستون أثناء تصوير وثائقي معه، وبينما كانا يسيران في القصر بين غرف النوم، أجاب بوتين بأنه “لا يمر بأي يوم سيئ في الشهر”، وسارع للإجابة، “لأنني لست امرأة”، وكأنه يشير إلى أن العادة الشهرية نقطة ضعف في المرأة.

فمواقفه الكلاسيكية البدائية للمرأة وإعترافه بضعفها لم تقتصر على العموميات فحسب، بل شملت أيضاً السياسيات الأوروبيات والأميركيات، ومنهن هيلاري كلينتون عام 2014، اثر انتقادها ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، فرد قائلاً، “عندما يتخطى الناس الحدود، ليس لأنهم أقوياء، ولكن لأنهم ضعفاء، ولكن ربما الضعف ليس أسوأ ما يخص المرأة”، قاصداً كلينتون.

عقوبة النسوية في روسيا

لم يسع بوتين إلى حماية المرأة من العنف الزوجي، فالمحافظة سيدة المنزل في مفهومه هي التي لا تشكو زوجها حين يعنفها، لذلك وقّع على قانون يلغي تجريم العنف المنزلي، والذي يقع ضحاياه، وفق تقارير الشرطة الروسية، أكثر من 600 امرأة روسية يقتلن في منازلهن كل شهر، بحسب ما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية.

وبمقتضى هذا القانون الجديد، لا يعاقب مرتكبو العنف المنزلي لأول مرة بالسجن إلا إذا أصيب ضحاياهم بأضرار تستدعي دخولهم المستشفى. ولن يواجهوا أي تهم إذا اختار المعنف عدم توجيه اتهامات، وكأنها دعوة صريحة إلى المرأة المعنفة بعدم تقديم شكوى.

في اليوم العالمي للمرأة، تعرف على أهم نساء حكمن العالم