هل ستُعاد المشاهد المأسوية لحرائق الجزائر بعد اندلاع الشرارة الأولى في سكيكدة؟ (فيديو)

حرائق سكيكدة
أوجه الحقيقة

مع ارتفاع درجات الحرارة التي تعقبها موجة من الحرائق السنوية، تتصاعد المخاوف الجزائرية من إعادة تكرار سيناريو حرائق الغابات المأساوي للعام الماضي بعد اندلاع الشرارة الأولى لسلسلة الحرائق في عدة مناطق من محافظة سكيكدة شرقي الجزائر، التي التهمت مساحات شاسعة من غاباتها، مؤديةً إلى وفاة شخصين على الأقل، وفق بيان إدارة المحافظة.

وقالت إدارة محافظة سكيكدة في البيان إن الحرائق “خلّفت وفاة ضحيتين اختناقا في منطقتي رمضان جمال وبيسي بعزابة، إلى جانب احتراق مساحات شاسعة من الأشجار المثمرة والغابية”.

جهود مكثفة لإخماد الحرائق
وتسعى السلطات الجزائرية لاحتواء الحرائق وإخمادها لتفادي المشاهد الكارثية لصيف 2021، حيث استأجرت الجزائر من روسيا طائرة لمكافحة الحرائق من طراز “بيريف بي إي -200″، من أجل تنفيذ  أول عملية إطفاء لأول حريق غابات في الجزائر لهذا العام، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء.

وتمثل الطائرة الروسية عبارة عن طائرة برمائية متعددة المهام، إذ باستطاعتها الإقلاع والهبوط على الماء، حيث تصل حمولتها إلى 12 طنا من الماء.
من جانبها، أكدت إدارة الدفاع المدني في سكيكدة تكثيف جهودها وعملها منذ الثلاثاء الماضي على إخماد الحرائق التي تعتبر الأولى من حجمها هذا العام في الجزائر، وسط تخوفات من انتشارها وامتداد نيرانها.

ومع بداية الشرارة الأولى للحرائق هذه السنة، أعلنت السلطات الجزائرية خلال الأسابيع الأخيرة حزمة من القرارات لمنع تكرار حرائق الغابات، منها بينها تجميد نشاط إنتاج الفحم بصفةٍ مؤقتة ومنع سكان عدة محافظات من التجوال داخل الغابات.
عقوبات قاسية للمتهمين في إشعال الحرائق

وتعمل سلطات الجزائر على ردع المتسببين في الحرائق من خلال تسليط أقسى العقوبات على المتهمين، وفي هذا الصدد، تحركت النيابة في محكمة سكيكدة لتأمر بفتح تحقيق لكشف الضالعين في هذه الحرائق.

وقالت النيابة في بيان، “إن وكيل الجمهورية لدى محكمة سكيكدة أمر بفتح تحقيق معمق حول ملابسات الحريق”.

وأظهرت التحقيقات الأولية أن حرائق سكيكدة اندلعت بسبب رمي المتهم سيجارة في حقول القمح، حيث قضت المحكمة بسجن المتهم مؤقتاً إلى حين إصدار الحكم النهائي ضدّه.

والحبس المؤقت وفق قانون العقوبات الجزائري يمكن أن يصل إلى سنتين سجنا على ذمة التحقيق، قبل محاكمة المتهم.

كما تصل عقوبات المتورطين في حرائق الغابات إلى 30 سنة سجنا والسجن المؤبد في صورة خلفت وفيات.

وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر شهدت العام الماضي في عدة محافظات حرائق وُصفت بالأكبر في تاريخ البلاد، التي تسببت في وفاة 69 شخصا، بينهم 28 عسكريا، إلى جانب خسائر مادية كبيرة وإتلاف نحو 100 ألف هكتار.