ما حقيقة اختفاء موسى الصدر وما مصلحة إيران وحزب الله من غيابه ؟!

ما حقيقة اختفاء موسى الصدر وما مصلحة إيران وحزب الله من غيابه ؟!
ما حقيقة اختفاء موسى الصدر وما مصلحة إيران وحزب الله من غيابه ؟!
أوجه الحقيقةلبنان – 

أحداث وقضايا سياسية كثيرة يلفها الغموض , ومع مرور الوقت تتكشف الحقائقها وتتضح الخبايا أمام الرأي العام , إلا قليل منها يمر عليها الزمن وتظل غارقة في المجهول ثم تصير ملفات سرية مغلقة يندر الحديث عنها , كقضية اختفاء الإمام الشيعي الإيراني ذو الأصول اللبنانية  موسى الصدر الذي اختفى خلال زيارة إلى ليبيا عام 1978 ولم يعرف إلى الآن شيئاً عن مصيره , فقيل أنه قتل وقيل أنه مسجون وقيل ما يزال حياً في مكان ما , و دون أن يثبت شيئاً فظلت كواليس اختفائه مجهولة حتى يومنا هذا وظل اختفاء موسى الصدر لغزاً كبيراً سيما بعد مرور عقود طويلة من الزمن على حادث اختفائه.

من هو موسى الصدر

وموسى الصدر المولود في إيران عام 1928 لأب ولد في العراق من جد ولد في لبنان , عاش حياته بين الدول الثلاث طالب ورجل دين وسياسي , فدرس في لبنان وأكمل  دراسته الدينية في النجف بالعراق ثم انتقل إلى لبنان , وقد برز نجمه فيها شخصية بارزة في الفكر السياسي الشيعي الحديث وساعد السكان الشيعة في لبنان على “الإحساس بالانتماء للمجتمع ” ورفع من مكانتهم , ما ساعده على تأسيس العديد من المنظمات الأهلية والسياسية الشيعية  كالمدارس والجمعيات الخيرية حيث أنشأ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عام 1969بهدف توحيد الطائفة الشيعية وترسيخ وجودها في مواجهة ما اعتبره ظلماً اجتماعياً يقع على الطائفة , ومن هنا كانت بداية دخول الشيعة لميدان العمل السياسي في لبنان بتأسيسه حركة المحرومين في سبعينيات القرن الماضي والتي انبثق عنها أول تنظيم شيعي مسلح ” حركة أمل ” , لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية , وظلت من أهم أقطاب المعادلة السياسية في لبنان حتى الآن رغم غياب المؤسس.

إقرأ أيضا: موسى الصدر تفاصيل لاول مرة عن اختفاء موسى الصدر

حركة أمل وحزب الله

في 25 أغسطس عام  1978، غادر الصدر بصحبة الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين إلى ليبيا للقاء المسؤولين الحكوميين , بدعوة من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي , وشوهد السيد موسى الصدر للمرة الأخيرة  بتاريخ 31 أغسطس من نفس العام , وأعلنت السلطات الليبية تعقيباً على اختفائه أنه سافر إلى إيطاليا بصحبة مرافقيه , الأمر الذي نفته السلطات اللبنانية  وراسلت فيه رسمياً حكومات ليبيا وسوريا وإيران , وتم توجيه كل أصابع الاتهام لنظام الزعيم الليبي معمر القذافي بالتخلص من موسى الصدر.

الشيخ سيد موسى

قضية اخنفاء موسى الصدر تبعها سيل من الروايات والاتهامات والتحليل والتأويل في مواجهة حقيقة واحدة تمثلت في غياب أهم شخصية شيعية في لبنان عن الساحة وخلا مكانه لآخرين , فتردد في رواية أن الإمام الصدر قتل ودفن في ليبيا , أما شقيقته رباب الصدر فرفضت فكرة اغتياله جملة وتفصيلا وقالت أنه على قيد الحياة ورجحت أنه مسجون في مكان ما , وقالت في تصريحات متعددة أن الأمل كبير بعودته طالما لم يظهر شيء يلغي إمكانية عودته.

ولأن لا شيء ثابت في القضية ولا يقين يحسم الجدل تجاه الملف الذي يلفه الغموض , وفي ظل انشغال ورثة الإمام الصدر السياسيين في لبنان وإيران عن قضيته بالمناصب والمال والأعمال والمغانم والصفقات ذهب كثير من الناس إلى ربط المسؤول عن اختفاء الإمام الصدر بمن كان لهم فائدة ومصلحة من إبعاده , فكان ابرزهم الخميني الذي صعد إلى سدة السلطة في إيران في السنة التالية لغياب الإمام الصدر في ثورة عام 1979, بالإضافة لحزب الله اللبناني الذي أصبح أكبر حزب شيعي في لبنان والأكثر قوة و الذي يرأسه رجل إيران البارز وأحد تلاميذ الخميني حسن نصر الله , ثم نظام حافظ الأسد في سوريا والذي وضع يد الوصاية على لبنان , ولم تتوافق خططه في لبنان مع الإمام المفقود رغم صداقة قديمة جمعت الاثنين , إضافة لنبيه بري الذي قاد حركة أمل التي أسسها الصدر والتي شذت بعد غيابه عن رغبات ورؤى مؤسسها فتحالفت مع إيران ومع نظام الأسد في سوريا .

فرضيات تلامس الواقع  ظلت متداولة وظلت تظهر في الواجهة كلما حضرت تساؤلات الغياب الغامض لاختفاء موسى الصدر.