أثار إعلان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اعتزاله الحياة السياسية، عاصفة من زوبعة الاحتجاجات العنيفة في العراق، التي أسفرت عن مقتل عدد من أنصاره في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد.
وجاء قرار الصدر في الاعتزال النهائي للسياسة العراقية تلبيةً لطلب المرجع الديني الإيراني “اية الله الحائري”، حيث أصدر الزعيم الشيعي للتيار الصدري، الاثنين، بيانا معقبا على اعلان “اية الله كاظم الحائري”، الذي دعاه إلى “التنحي عن المرجعية ودعوة اتباعه الى طاعة قائد الثورة الاسلامية “آية الله علي الخامنئي”، كما وجه انتقادات ضمنية الى زعيم التيار الصدري”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.
وكان الإيراني الحائري حث الصدر على التنحي ومغادرة السياسية، وعدم الاستمرار في التصدي للمرجعية بسبب المرض والتقدم في العمر، وقرر إسقاط جميع الوكالات والاُذونات الصادرة من قبله أو من قبل مكاتبه.
الحائري ودعوة الصدر للطاعة
وقال “اية الله الحائري” في بيان: “على جميع المؤمنين إطاعة الوليّ قائد الثورة الإسلاميّة آية الله عليّ الخامنئي”، معتبراً أنه “الأجدر والأكفأ على قيادة الاُمّة وإدارة الصراع مع قوى الظلم والاستكبار في هذه الظروف التي تكالبت فيها قوى الكفر والشرّ ضدّ الإسلام”، على حدّ قوله.
ووجه الحائري نقدا ضمنيا الى زعيم التيار الصدري قائلاً : “على أبناء الشهيدين الصدرين أن يعرفوا أنّ حبّ الشهيدين لا يكفي ما لم يقترن الإيمان بنهجهما بالعمل الصالح والاتباع الحقيقيّ لأهدافهما التي ضحّيا بنفسيهما من أجلها، ولا يكفي مجرّد الادعاء أو الانتساب.”
وأضاف: “ومن يسعى لتفريق أبناء الشعب والمذهب باسم الشهيدين الصدرين أو يتصدّى للقيادة باسمهما وهو فاقد للاجتهاد أو لباقي الشرائط المشترطة في القيادة الشرعيّة فهو في الحقيقة ليس صدريّاً مهما ادعى أو انتسب.”