عزيزي المشاهد أعرني انتباهك هذا الرجل إسمه قيس سعيد تولّى رئاسة تونس منذ تسع شهور تقريبا مليونان وسبعمائة وسبعة وسبعين ألف ناخب هم عدد التونسيين الذين أوصلوا الرجل لكرسي الرئاسة عدد ضخم فبلغة الأرقام يساوون تقريبا عدد سكان دولة قطر بأكملها وبذكر قطر؛ الإعلام القطري ومشتقاته كانوا من أشد المعجبين بالرجل نقول كانوا لأنهم لم يعودوا السؤال هنا! كيف انقلب الإعلام القطري على قيس سعيد؟!
قيس سعيد من صَقرٍ إلى صِفرْ
كان يُشبَّهُ بعمر بن الخطاب رضي الله عنه على منصّاتهم كان الشجاع المغوار كان المعتزَّ بلغة الضاد فصار رجل الصدمة تلو الصدمة ومجرد ظاهرة لغوية بألفاظ منمّقة بل حصان طروادة الذي سيدمّر ديمقراطية تونس أسقط قيس سعيد ورقة التوت عن الإعلام القطري الإخواني فظهرت سوْءَاتُ نفاقهم في أبشع التجليّات لكن مالذي فعله رئيس تونس حتى ينقلبوا عليه هذا المنقلب؟!
النهضة على كف تصويت
حاولت تركيا الضغط على تونس عبر حزب النهضة الإخواني لإنشاء قاعدة عسكرية تكون بمثابة بوابة لحربها على الأرض الليبية الرئيس التونسي رفض مثل هذا التدخل وشمل غضبه حليف تركيا في تونس “حركة النهضة الإخوانية” ولأنه أستاذ قانون دستوري في .الأساس
قرر محاربة النهضة بالقانون والدستور حركة النهضة التونسية وحلفاؤها يمثلون أغلبية في البرلمان التونسي، عملوا على تعطيل عمل الدولة طيلة سنوات وإسقاط الحكومات واحدة تلو الأخرى آخرها حكومة إلياس الفخفاخ الذي قدم استقالته مؤخرا بطلب من رئيس .الجمهورية
ليعود أمر تعيين رئيس حكومة جديد إلى الرئيس حسب الدستور تجاهل قيس سعيد كل الترشيحات الموالية للأحزاب وعلى رأسهم النهضة وعيّن رجلا غير متحزّب لرئاسة الحكومة وهو وزير الداخلية السابق “هشام المشيشي” ليضع النهضة ومواليها في الركن حسب الفصل التاسع والثمانين من الدستور التونسي ة فإمّا أن ترضخ النهضة للرجل الذي اختاره قيس سعيد عكس أهوائها وإمّا تمتنع عن منح الثقة لحكومته فيأمر الرئيس بحل مجلس النواب وإعادة الانتخابات التشريعية من جديد وهو ما تخشاه النهضة ويخشاه كفيلاها في قطر وتركيا فأطلقوا ذبابهم ليحوم حول صورة قيس سعيد لإسقاطها كما اعتادوا مع جميع من خالفهم الرأي والتوجهات.