ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فأصوات الناخبين توجه رياح السياسيين إلى ميناء نتائج صناديق الاقتراع، لتكون النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية في لبنان صفعة قوية لحزب الله ونكسة لمخططات للفكر العسكري المسلح لحسن نصر الله، وذلك مع سقوط حلفائه أمام خسارة ثقيلة لعدد من المقاعد في أول استحقاق انتخابي بعد فصول من أزمات سياسية واقتصادية تشبثت ببيروت.
نكسة “حزب الله”
وأشارت النتائج الأولية للماكينات الانتخابية لمختلف الأحزاب اللبنانية، إلى تحقيق حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع مكاسب كبيرة أثمرت عن فوزه بما لا يقل عن عشرين مقعداً، بحسب وكالة “رويترز” للأنباء.
وكان هذا الصعود لجعجع الضربة الأولى للحزب الشيعي المسلح التي وضعته في مأزق أربك حلفائه الطامحين لإحراز توسع الأغلبية، لتؤكد هذه النتائج الأولية فشل نصر الله في تأمين وصول أتباعه من خارج الطائفة الشيعية إلى البرلمان، وتحقيق اقتحام في الساحتين السنية والدرزية.
وكان من أبرز الخاسرين من حلفاء الحزب وسوريا نواب “الحزب السوري القومي الاجتماعي”، ومرشحون دروز وسنة مقربون منه ومن دمشق، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتوسعت خيبة “حزب الله” بعدم قدرة حليفه المسيحي التيار الوطني الحر بزعامة عون من الاحتفاظ برصيد الأكثرية النيابية المسيحية، عقب فقدانه عددا من المقاعد لصالح خصمه حزب القوات اللبنانية.
وأتت صفعة الخسارة الانتخابات لحسن نصر الله عن طريق فشل نواب سابقون مقربون من حزب الله وركيزته دمشق في الاحتفاظ بمقاعدهم على غرار نائب الحزب القومي السوري الاجتماعي أسعد حردان عن المقعد الأرثوذكسي في إحدى دوائر الجنوب، والنائب الدرزي طلال أرسلان في دائرة عاليه في محافظة جبل لبنان.
من فاز في انتخابات لبنان 2022
لم تمر صفعة الخسارة لحزب الله في الانتخابات النيابية مرور الكرام على خصومه في البرلمان الجديد، فكلّ خاسر سيبحث عن التعويض لكن في سجل نصر الله يكون الانتقام والتهديد ملاذ تبرير الفشل الانتخابي.
وبعث حزب الله اللبناني أمس الاثنين، بتحذيرات لخصومه السياسيين في المجلس الجديد عقب نشر النتائج الجزئية للانتخابات، التي أطاحت بحلفائه عبر ثورة التصويت، حسب ما أوردت صحيفة “القبس”.
وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله، محمد رعد، في كلمة بثتها قناة المنار التلفزيونية التابعة للحزب الشيعي: “انتبهوا لخطابكم وسلوككم ومستقبل بلدكم”.
وأضاف: “لا تكونوا وقودا لحرب أهلية”.
وتابع القول: “نتقبّلكم خصوما في المجلس النيابي ولكن لن نتقبّلكم دروعا للإسرائيلي ومن وراء الإسرائيلي”، في إشارة ضمنيّة إلى غريمه حزب القوات اللبنانية.
سيناريوهات انتقام نصر الله للخيبة البرلمانية
عندما تكون أرضية الحزب مفخخة بالأسلحة والقذائف، فسيعتبر الخسارة في الحرب منطلقاً للثأئر من العدو، هكذا هي الصورة على ما يبدو لردة فعل حزب الله الإرهابي على نكسة النتائج، فلا ملاذ إلا الانتقام، وفي هذا السياق نقل موقع “صوت الدار” تقريراً لصحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية تتضمن سيناريوهات مختلفة لعملية انتقام محتملة لحزب الله من خصامه.
وأرجح تقرير الصحيفة أن رد الحزب على فشله في التمركز في الانتخابات النيابية اللبنانية، سيكون بشن موجة من الاغتيالات لمعارضيه وفي مقدمتهم حزب القوات اللبنانية الفائز.
وقالت “جيروزالم بوست”: “إن الحزب استخدم هذا الأسلوب واغتال معارضين له في الماضي مثل لقمان سليمان”.
وأضافت: “الحزب لديه خيار آخر يتمثل في إثارة أزمة في منطقة الجولان من خلال موالين له بسوريا.”
كما أشارت الصحيفة إلى “أن الحزب الموالي لإيران يعاني من انتكاسة هي الأولى له منذ عقد أو أكثر من الزمن، بالرغم من محاولاته ترسيخ سلطته في جميع المؤسسات اللبنانية، إما باستخدام الأسلحة التي يمتلكها بشكل مباشر، أو من خلال شراكات مع سياسيين مسيحيين أو دروز.”
واعتبرت الصحيفة أن “الوضع الذي يمر به حزب الله اللبناني هو ذاته الذي تمر به الجماعات الموالية لإيران في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن سكان المنطقة سئموا من الفقر والحرب والفوضى.” على حدّ قولها.
لبنان: النتائج الأولية للانتخابات النيابية في تصاعد وحزب “القوات اللبنانية” يفاجئ نصر الله