أوجه الحقيقة – ليبيا –
بعد فشل اللوائح الأربع المرشحة لملء السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، في وقت سابق اليوم الجمعة، في حصول أي منها على النسبة المطلوبة للفوز، انطلقت جلسة التصويت الثانية والحاسمة لاختيار أعضاء السلطة من ضمن لائحتين صعدتا إلى الجولة الثانية.
وصوت المشاركون لمحمد المنفي رئيسا للمجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبه رئيسا لحكومة الوحدة الجديدة. كما تم اختيار كل من موسى الكوني وعبدالله اللافي لعضوية المجلس الرئاسي.
وفازت قائمتهما بتسعة وثلاثين صوتا، مقابل 34 صوتا لمنافسيهما رئيس البرلمان عقيلة صالح ووزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا لمنصب رئيسي المجلس الرئاسي والوزراء.
من جهتها، وصفت المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز تلك اللحظة بالتاريخية. وقالت في كلمة معلنة فوز المرشحين: “يسعدني أن أشهد هذه اللحظة التاريخية”.
كما أضافت متوجهة للأطراف الليبيين: قطعتم شوطا طويلا وتجاوزتم خلافاتكم لصالح بلدكم والشعب الليبي. وقالت “هذا التزام رسمي ويجب على السلطة التنفيذية المنتخبة الوفاء به”.
إلى ذلك، أوضحت أنه يتعين على رئيس الوزراء المكلف أن يقدم حكومته وبرنامج عملها خلال 21 يوما.
وكانت قائمتان فقط انتقلتا في وقت سابق اليوم إلى الجولة الثانية من أجل انتخاب رئيس للوزراء وأعضاء المجلس الرئاسي بهدف التحضير للانتخابات الوطنية المرتقبة في 24 ديسمبر.
وشكل هذا التصويت الذي جرى اليوم في جنيف السويسرية ضمن ملتقى الحوار السياسي الليبي وبث على الهواء مباشرة من قبل الأمم المتحدة، مرحلة مهمة بالنسبة للملف الليبي الذي شهد صعابا جمة.
يذكر أن 75 مشاركا في الحوار مجتمعين منذ الاثنين في مكان في ضواحي جنيف، لم تكشفه الأمم المتحدة، كانوا بدأوا التصويت في الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش اليوم لاختيار تلك الشخصيات.
أتى ذلك بعد أن عقدت الجولة الأولى من الاقتراع الثلاثاء، لكن لم يحصل أي من المرشحين على غالبية 60 بالمئة من الأصوات، فتم تنظيم الجولة الثانية اليوم على شكل لوائح هذه المرة(ترشحت 4 لوائح، صعد منها 2 إلى الجولة الثانية، ثم اختيرت لائحة الدبيبة)
وكانت المبعوثة الأممية أوضحت سابقا اليوم، أن أيا من القوائم الأربع لم تحصل على عتبة 60 بالمئة من الأصوات، لذا يفترض أن تنظم جولة ثانية لاختيار واحدة من اللائحتين اللتين حصلتا على أكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى، على أن تكون العتبة المحددة في الجولة الثانية 50 بالمئة بالإضافة إلى صوت واحد.
يذكر أن اللائحة التي حصلت على أكبر عدد من الأصوات (25 صوتاً) في الدورة الأولى كانت لائحة فتحي باشاغا وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني، إلا أنه لم يتمكن اليوم من الفوز، على الرغم من أن كافة التوقعات كانت ترجح عكس ذلك.
كما ضمت تلك اللائحة عقيلة صالح الرئيس الحالي للبرلمان، الذي كان يعتبر بدوره أبرز المرشحين لرئاسة المجلس الرئاسي، إلا أن رياح الجولة الثانية أتت على عكس كافة التوقعات.
أما القائمة الثانية التي تضم محمد يونس المنفي المرشح للرئاسة، وموسى الكوني وعبد الله حسين اللافي وعبد الحميد محمد دبيبة المرشح لمنصب رئيس الوزراء، فحصلت في الدورة الأولى على 20 صوتا فقط، إلا أنها فازت اليوم بالسلطة الجديدة.
يشار إلى أنه بحسب الأمم المتحدة ستوكل إلى المجلس الانتقالي المستقبلي مهمة “إعادة توحيد مؤسسات الدولة وضمان الأمن” حتى الانتخابات المقررة في كانون الأول/ديسمبر.