أوجه الحقيقة
هزت منطقة دهشور التابعة لمحافظة الجيزة جنوبي القاهرة جريمة قتل بشعة راح ضحيتها الممرضة فاطمة سعيد بعد أن طعنتها يد زوجها الغادرة في الأشهر الأولى من زواجهما.
وتحولت سعادة “ممرضة أكتوبر”(20 عاما) بزواجها من الشخص الذي اختاره قلبها وأحبه، إلى كابوس من الأوهام وسلسلة من المشاجرات والعنف والاعتداءات المتكررة بعد 6 أشهر من زفافها، انتهت بتسديد زوجها 3 طعنات للممرضة الشابة ولفض أنفاسها الأخيرة.
“ياميش رمضان”
ووفق ما نقلت وسائل إعلام مصرية، فقد استمعت النيابة العامة إلى والدة المجني عليها، التي قالت خلال التحقيقات، إن ابنتها الوحيدة ضحية “ياميش رمضان”، كانت قد تزوجت من المتهم منذ 6 أشهر، بعد قصة حب طويلة عاشاها معًا، إلا أن حبل الخلافات كان قريباً ليحتد إلى الاعتداء المادي والعنيف تاركاً في جسدها آثار قصة حب واهمة.
وأضافت والدة الضحية أن الخلاف الأخير الذي أدى في مقتل ابنتها، كان بسبب معايرة حماتها لها، بعدم زيارة أهلها لابنتهم في رمضان لإعطائها “ياميش رمضان”، كما هو المعتاد في التقاليد المصرية خلال السنة الأولى لزواج الفتاة.
خلاف تطور مشادة كلامية بينهما، فتدخل الزوج، وأخذ سكينا وطعن زوجته حتى فارقت الحياة.
وأشارت والدة المجني عليها، إلى أنهم شاهدوا آثار تعذيب وجروح وحروق قديمة على جسد ابنتهم الممرضة بعد وفاتها، ما يدل على تعرضه للاعتداء المتكرر خلال الفترة الماضية.
شكراً لأنك أسعدتني
وأشعلت جريمة مقتل الممرضة فاطمة سعيد غضباً على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وتعاطف واسعاً مع الزوجة المغدورة التي تزوجت زميلها في العمل منذ 6 أشهر، بعد قصة حب طويلة.
وفي هذا الصدد، كانت ممرضة أكتوبر تعيش حياتها مثل أي فتاة متزوجة عن قصة حب، وكتبت في 19 نوفمبر الماضي على صفحتها بموقع “فيسبوك”: “اليومٌ أتممت عامي الـ19.. أول عيد ميلاد في أول سنة جواز، وكان مميزًا بوجود شريك حياتي شكرًا لأنك أسعدتني وفاجئتني في اليوم ده، ويارب سوا طول العمر”.
وبعد مرور أشهر قليلة على الزواج، تغيرت تصرفات الزوج التي عانت منها “ممرضة أكتوبر”، بعد أن أجبرها على التخلي عن عملها والبقاء في المنزل، والغيرة عليها بشكل مبالغ فيه حتى من أقرب الناس إليها “حتى لو كان حضن خالها أو عمها”، وفق ما صرّح شقيقتها.
ومع قدوم شهر رمضان، ظلّ الزوج يعاير زوجته بقوله “يا اللي أهلك رموكي ومحدش بعت لكِ الياميش”، فكان ردّ والدتها “كنت بروح في الموسم بس المشوار بعيد عليا، لإني ساكنة في الخانكة بالقليوبية وهي بدهشور آخر الدنيا.”
تفاصيل التحقيقات
وفي هذا الصدد، كشفت النيابة العامة في مصر، اليوم الأحد، في بيان لها، عن تفاصيل التحقيقات في واقعة مقتل الممرضة فاطمة سعيد على يد زوجها بمدينة دهشور في مدينة 6 أكتوبر.
وقالت النيابة في بيان نقله موقع “المصراوي”: “إنها أخطرت من الشرطة بوفاة «فاطمة»، وتواجُدِ جثمانِها مُستشفَى ٦ أكتوبرَ، فانتقلَتْ لمناظرتِهِ، وتبيَّنَتْ ما بهِ من إصاباتٍ، كما انتقلتْ إلى مسكنِ المتوفاةِ مسرحِ الواقعَةِ بمدينةِ ٦ أكتوبرَ– لمعاينتِهِ فعثرَتْ به على سكينٍ به آثارُ بقعٍ حمراءَ تُشبهُ الدماءَ، وعثرتْ على آثارٍ أخرَى بها ذاتُ البقعِ، فضبطتْهَا وندبَتِ الإدارةَ العامةَ لتحقيقِ الأدلة الجنائية لمعاينةِ مسرحِ الحادثِ، ورفعِ كافَّةِ ما بهِ من آثارٍ.”
وأضافت: “كما ندبَتْ مصلحةَ الطبِّ الشرعيِّ لإجراءِ الصفةِ التشريحيَّةِ على جثمانِ المتوفاةِ وفحصِ السلاحِ والآثارِ المضبوطةِ بمعرفةِ النيابةِ العامةِ، بيانًا إذا ما كانتِ البقعُ العالقَةُ بها بقعًا دمويَّةً مِن عدمِهِ، وإنْ كانتْ تُضاهِي بصمتُهَا الوراثيَّةُ بصماتِ المتوفاةِ الوراثيَّةَ، والاحتفاظِ بعينةٍ منها لما قد تُسفرُ عنه التحقيقاتُ لاحقًا.”
وتابع البيان: “وعقِبَ اتخاذِ تلكِ الإجراءاتِ تلقّتِ النيابةُ العامةُ مَحضرًا من الشرطةِ متضمنًا إفادةً مِن رئيسِ المباحثِ بإخطارِهِ مِن نقطةِ شرطةِ مُستشفَى ٦ أكتوبرَ بوصولِ جثمانِ المتوفاةِ مصابةً بجرحٍ بالصدرِ وبأماكنَ أخرَى وبِرُفقتِها زوجُها، والذي بمناقشتِهِ ادَّعَى وقوعَ مُشادَّةٍ بينَهُ وبينَهَا انتهتْ إلى حملِهَا سِكينًا مُهددةً بإحداثِهَا إصابةً بنفسِهَا، فاشتبكَا في محاولةٍ منه لنزعِ السكينِ منها فحدثَتْ إصابتُها، ونقَلَهَا لذلكَ إلى المستشفَى، وتُوفيَتْ خلالَ ذلك.”