أوجه الحقيقة – إيران –
هاجمت قوات الأمن الإيرانية أهالي قرية أبوالفضل من توابع مدينة الأهواز، عصر أمس الأربعاء، الذين قاوموا قرارا بمصادرة أراضيهم الزراعية وتخريب منازلهم التي بنيت عليها منذ 4 عاما، ما أدى إلى جرح واعتقال العشرات.
وأفادت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية، أن الهجوم جاء عقب احتجاج الأهالي على تخريب منازلهم بشكوى من مؤسسة “المستضعفين” التابعة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، والتي تدعي ملكيتها للأراضي.
وذكرت أن العشرات أصيبوا نتيجة إطلاق النار العشوائي وإلقاء قنابل مسيلة للدموع ضد الأهالي، كما تم اعتقال العشرات، من قبل قوات الأمن الإيرانية.
من جهته، قال قائد الأمن الداخلي في الأهواز، محسن دالوند، لوكالة أنباء “فارس”، الخميس، إن عناصره أطلقت النار في الهواء بهدف تفريق المحتجين، نافيا إصابة أحد.
لكن الفيديوهات التي نشرتها منظمة حقوق الإنسان الأهوازية وناشطون عبر مواقع التواصل، تظهر إصابة العشرات بجروح بليغة واختناق العشرات بالغاز المسيل للدموع بينهم إمام القرية.
ويقول سكان قرية أبوالفضل، التي تضم حوالي 300 أسرة، إن لديهم وثائق تثبت ملكيتهم للأراضي منذ ما يقرب من 40 عامًا، لكن مؤسسة “المستضعفين” تدعي ملكية هذه الأراضي وتمنع تقديم الخدمات والمياه الزراعية إلى الأهالي.
يذكر أنه ليست هذه المرة الأولى التي تحدث فيها اشتباكات مع أهالي قرية أهوازية، حيث حدثت عشرات الحالات المشابهة منذ انتهاء الحرب الإيرانية – العراقية عام 1988، حيث صادرت السلطات آلاف الهكتارات من الأراضي بحجة أنها مناطق حربية.
ومنذ بداية التسعينات، قامت السلطات بمصادرة آلاف الهكتارات أيضا بحجة تنفيذ مشاريع وطنية مثل مشروع قصب السكر العملاق ما أدى إلى تهجير أهالي القرى.
لكن خطوة مؤسسة “المستضعفين” تأتي في سياق وضع يدها على أراضي القرى المجاورة للمدن الأهوازية بعد ارتفاع أسعار تلك الأراضي مؤخرا.
وخلال الآونة الأخيرة، أحدثت تصريحات رئيس مؤسسة “المستضعفين” الإيرانية برويز فتاح، التي اتهم خلالها مسؤولين كبارا بالاستحواذ على ممتلكات عقارية تتبع للمؤسسة التي تخضع للمرشد الأعلى للنظام، علي خامنئي، جدلا كبيرة دفعته إلى الاعتذار.
وبينما قال فتاح إن تصريحاته السابقة كانت “خاطئة” و”غير دقيقة” و”مجحفة” بحق المسؤولين الذين ذكر أسماءهم ومنهم مسؤولون مقربون من المرشد، تواصل دائرته الحرب على أهالي القرى المهمشة في الأهواز لمصادرة أراضيهم، في خطوة عدها ناشطون بأنها خطوة ممنهجة لاستمرار سياسة التغيير الديمغرافي للإقليم ضد السكان العرب.
يذكر أن فتاح كان قد أعلن أن إيرادات “مؤسسة المستضعفين” زادت بنسبة 34% لتصل إلى 360 تريليون ريال (حوالي 2.5 مليار دولار) في نهاية السنة الإيرانية المنتهية في 20 مارس 2020، حيث حققت 7 تريليونات ريال كإجمالي الأرباح خلال عام.
تمتلك مؤسسة “بنياد”، ثاني أكبر كيان اقتصادي في إيران بعد شركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC)، ما يقرب من 200 مصنع وعشرات الشركات المالية بما في ذلك بنك، بالإضافة إلى العديد من العقارات في أجزاء مختلفة من البلاد.
وتعتبر “بنياد” من أكبر ثلاث مؤسسات مالية عملاقة يهيمن عليها خامنئي، إلى جانب “آستان” التي تشرف على مرقد علي بن موسى بن الرضا في مشهد، و”ستاد” التي تشرف على العقارات والإسكان، بالإضافة إلى مجموعة من الكيانات الأخرى التي تخضع لإشراف خامنئي المباشر.