أوجه الحقيقة – وكالات –
كشف تحقيق عن تعاطف كبار مسؤولي منظمة الإغاثة الإسلامية مع المتطرفين، ونشر رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر دعمهم للتنظيمات الإرهابية، وتروج لنظريات المؤامرة.
وأشار تقرير نشرته صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية إلى أن كبار الموظفين في ” منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم”، ينشرون بانتظام آراء على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر دعمهم لحركة “حماس” الفلسطينية، وتنظيم “الإخوان” الإرهابي في مصر.
وقالت الصحيفة إن 3 موظفين حاليين بالمنظمة يستخدمون حسابات شخصية لتسليط الضوء على مادة من النوع الذي اعتبرته المؤسسة الخيرية، التي تتخذ من برمنجهام، مقراً لها “غير مقبول” و”غير مناسب”.
وأوضحت أن عبدالمنان بهاتي، منسق جمع التبرعات في المنظمة، حذف هذا الأسبوع حسابه على “فيسبوك” الذي تضمن منشورات ذات اقتباسات منتظمة لسيد قطب، منظر ومفكر جماعة “الإخوان”.
يأتي ذلك في إطار خضوع قطاع الأعمال الخيرية الإسلامية في المملكة المتحدة لسلسلة تحقيقات مكثفة تجريها الهيئات الرقابية.
ونشر عمار الخطيب، موظف في المنظمة، صورا لمسلحي “كتائب عز الدين القسام” التابعة لحركة “حماس” وهم يصلون في ذكرى وفاة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، عضو الإخوان.
ومع وقوع العالم في قبضة جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، تحدث موظف المنظمة محمد عرفان عن نظرية مؤامرة مفادها أن فيروس كورونا “خططت له عائلة روكفيلر قبل 10 سنوات”.
وتعهدت المؤسسة الخيرية بإصلاح مجلس أمنائها الأسبوع الماضي بعد أن اعترف رئيسها المعتز طيارة بأنه نشر مواد مسيئة تشيد بحركة حماس ورسومات معادية للسامية.
وقبل ذلك بشهر، أجبر رئيس المنظمة المخضرم حشمت خليفة على الاستقالة، نتيجة منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعينت منظمة الإغاثة الإسلامية نهاية الأسبوع، إيهاب سعد رئيسا لمجلس الأمناء، لكن الأستاذ المقيم في الولايات المتحدة أعرب أيضا عن تعاطفه مع مرسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال سعد “مجرد مشاهدة أداء اليمين الدستورية لرئيس مصر الحقيقي الدكتور محمد مرسي تغمر عيناي الدموع”، وكتب على “تويتر” في يونيو/حزيران 2012 “نشهد لحظة تاريخية”.
ولدى سؤال منظمة “الإغاثة الإسلامية عبر العالم” عن تلك المواد وطلب التعليق من كاتبيها، قالت إنها لا تستطيع تقديم إجابات بسبب قوانين المملكة المتحدة التي تحكم سرية الموظفين وحماية البيانات.
وقال مارتن كوتينجهام، المتحدث باسم المنظمة، لـ”بي بي سي” الأسبوع الماضي، إن منظمة الإغاثة الإسلامية تصرفت بسرعة وحسم عندما سلطت وسائل الإعلام الضوء على المنشورات.
ونفى كوتينجهام تقارير استخباراتية ألمانية اتهمت المؤسسة الخيرية بعلاقات مع جماعة “الإخوان“، قائلا: “لا توجد علاقة ببساطة ووضوح، لا توجد منظمة خارجية تسيطر على الإغاثة الإسلامية”.
من جانبه، قال لورنزو فيدينو، مدير برنامج التطرف في جامعة “جورج واشنطن”، إن المنظمة قامت بعمل جيد في أجزاء كثيرة من العالم، لكن الآراء “الكريهة” أثارت تساؤلات حول من يسيطر عليها.
وعمل فيدينو، مستشار لحكومات أوروبية في شؤون التطرف، على فضح المنشورات على أمل رؤية الشفافية في إدارة المؤسسة الخيرية وقيادتها.
وقال لصحيفة “ذا ناشيونال”: “يُظهر بحثي بوضوح نمطا يتبنى فيه أعضاء مجلس الأمناء والإدارة العليا مادة معادية للسامية بشدة، وتدعم حماس والإخوان في مصر”.
وأضاف: “في حين أن هذا لا يعني بالضرورة أن الإغاثة الإسلامية مرتبطة عمليا بجماعة الإخوان، لكن تصريحات الرئيس الجديد وآخرين تتوافق إلى حد كبير مع دعمها”.
وتدير منظمة الإغاثة الإسلامية برامج خيرية في جميع أنحاء العالم، يجري دعمها بعشرات الملايين من الدولارات من أموال دافعي الضرائب سنويا، وهي منظمة شريكة لهيئات الإغاثة الرسمية في حالات الكوارث.
وبعد الكشوفات الأخيرة، وعدت هذه المجموعات بمراجعة ضوابط “منظمة الإغاثة الإسلامية”، ومدى ملاءمتها للعمل كمنظمة شريكة.
وقالت متحدثة باسم لجنة المؤسسات الخيرية البريطانية لصحيفة “ذا ناشيونال” إن “التعليقات المعادية للسامية والعنصرية بغيضة وليس لها مكان في الأعمال الخيرية”.
وأضافت: “توجد المؤسسات الخيرية لجعل العالم مكانا أفضل ويجب على جميع الأمناء، بصفتهم ممثلين لمؤسستهم الخيرية، أن يتصرفوا بطريقة تتماشى مع أهداف وقيم مؤسساتهم الخيرية”.
وتابعت: “قضيتنا المتعلقة بامتثال منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم مستمرة، وسوف نبحث في هذه الاتهامات، ورد المؤسسة الخيرية عليها كجزء من ذلك”.
وزادت “لقد طلبنا عقد اجتماع عاجل آخر مع مجلس الأمناء الجديد، وتتعاون المؤسسة الخيرية مع تحقيقاتنا المستمرة”، لافتة إلى أن اللجنة ستعيد النظر أيضا في دور المنظمة.
وتُظهر أحدث بيانات الحسابات المالية المتاحة أن الإغاثة الإسلامية تلقت 1.083 مليون جنيه إسترليني (1.4 مليون دولار) عام 2018 من مؤسسة “قطر الخيرية”، وهي منظمة ترتبط بشكل وثيق بمفتي جماعة “الإخوان” يوسف القرضاوي، الذي يعيش في الدوحة.
ويطالب برلمانيون في جميع أنحاء أوروبا الحكومات بمراجعة العلاقة مع منظمة الإغاثة الإسلامية.
وفي هذا الإطار كتب النائب البريطاني إيان بيزلي جونيور إلى وزير المجتمعات المحلية البريطاني روبرت جينريك، هذا الأسبوع حول “الأشياء المثيرة للاشمئزاز” التي نشرها أمناء الجمعية.
وقال في رسالته: “على الرغم من أن الإغاثة الإسلامية تنفي أي صلات بجماعة الإخوان، هل يمكنك أن تطلب من لجنة المؤسسات الخيرية إجراء مراجعة عاجلة لجميع المؤسسات الخيرية المسجلة التي لها صلات بجماعة الإخوان، وهي جماعة محظورة في البلدان الحليفة للمملكة المتحدة، ونأمل في أن يجري حظرها هنا أيضا؟”.
من جانبه، طالب النائب السويدي هانز وولمارك الوكالات الحكومية بمحاسبة منظمة الإغاثة الإسلامية، في استجواب قدمه إلى بيتر إريكسون، وزير التنمية في البلاد.
في المقابل، قالت كارين جامتين، الرئيسة التنفيذية لوكالة المعونة السويدية “سيدا”، إنها ستنظر في الاتهامات أثناء مراجعة عقدها مع منظمة الإغاثة الإسلامية.
وأضافت جامتين: “بالنسبة إلى سيدا، من غير المقبول تماما بالطبع التصريحات المعادية للسامية، أو البيانات التي تدعو إلى العنف أو تمجده”.
بينما قالت الإغاثة الإسلامية الأسبوع الماضي إنها ستقيل جميع أعضاء مجلس أمنائها، أسفر اجتماع مغلق عن استمرار الرئيسة السابقة التي تقيم في السويد لمياء العمري في منصبها.
وتعمل العامري أيضا في شبكة تعليم “ابن رشد” السويدية، التي ترتبط من خلال مؤسسها “الجمعية الإسلامية في السويد”، التي ترتبط بـ”اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا”، وهو المنظمة الأوروبية الأم لجماعة “الإخوان”.
وشكك فيدينو في إعادة تعيين العامري، التي قالت المنظمة إنه سيكون لفترة مؤقتة لتقديم “خبرتها الطويلة وتوجيهاتها لعملية الانتقال”.
وأكد أن هذا يتناقض مع البيان الذي أصدرته منظمة الإغاثة الإسلامية بأن الجميع سيرحل، إنها شخص في قلب الكثير من الاهتمام السلبي في السويد”.