يبدو ان الطمع التركي في ليبيا ليس حديثاً ولكن لم تكن هناك عوامل تعطي ذريعة لإحتلال ليبيا خصوصاً وان الدولة الليبية لم تكن العلاقات بينها وبين انقرة علي افضل حال، كون النظام الليبي سابقاً كان يعي جيداً كذب الاتراك ومدى خطورتهم وكان يعلم جيداً حجم الاطماع، لذالك لم تستطيع تركيا اختراق الجبهة الليبية في ذلك الوقت، خصوصا وان ليبيا تمتلك ثروات عظيمة، وظهور نتائج الاصلاحات الاقتصادية الإيجابية قبيل قيام الاضطرابات بالدولة الليبية في فبراير ودخولها في دوامة الحرب الاهلية والاطاحة بالنظام، ثم تدخل تركيا العسكري واحتضانها لجماعة الاخوان في طرابلس وتجنيد وارسال المرتزقة السوريين وبقايا تنظم القاعدة وداعش الي ليبيا للقتال بجانب قوات حكومة الوفاق الغير معترف فيها شعبياً ومعترف فيها فقط دولياً لقتال ما تبقي من الجيش الليبي الرسمي، لاضعافه بهدف السيطرة علي ليبيا وسرقة ثرواتها والتي ساسرد البعض منها للتمثيل وليس الحصر.
بداية لابد ان تعرف بان سنة ٢٠١٢ كان حجم الصادرات الليبية 52.02 مليار دولار وبلغ حجم الواردات 18.1 مليار دولار ويبدو ظاهر لنا الفرق بين الصادرات والواردات بمبلغ يتجاوز 33.92 مليار دولار
أهم الصـادرات :
البترول (ويمثل 95.3 % من إجمالي الصادرات).
المواد الكيماوية وتمثل 4.7% من الصادرات (الصودا الكاوية – سماد اليوريا – سماد سلفات النشادر – الميثانول – البروبلين – الإيثلين – الأحماض – لدائن صناعية) – الحديد ومنتجاته.
أهم الواردات :
آلات ومعدات نقل وتمثل 42.3% من الواردات، منتجات غذائية وتمثل 17.1% من الواردات، منتجات مصنعة مختلفة وأهمها الأجهزة الكهربائية والأدوية والملابس الجاهزة والمنتجات الجلدية والورقية والزجاجية وموادالبناء.
أهم الشركاء التجاريين
تستورد من ليبيا:
إيطاليا (38%)- أسبانيا(13.4%)- ألمانيا(13.4%)- تركيا (7.1%)
تصدر إلى ليبيا:
إيطاليا(27.8%)- ألمانيا(10.5%)- تونس(7.6%)-إنجلترا(6%)
وحين ننظر الي الارقام نجد بان تركيا تعتمد بما نسبته 7.1%l اجمالي التصدير الليبالي من البترول والطاقة والمواد الكيمائية، فعين تركيا منذ الازل علي الثروات الليبية في بمثابة الخلاص لاردوغان من الازمة التي يعاني منها الاقتصاد التركي والتضخم والبطالة وانهيار الليرة التركية بالاضافة الي انتقادات داخلية من المعارضة حول سياسة اردوغان الخارجية المسيئة لتركيا واهمال الوضع الداخلي التركي خصوصاً بعد تداعيات كورونا وتأثيرها علي الاقتصاد التركي.
وللحصول علي كل تلك الثروات كان لابد من شريك ليبي موالي للتركيا يستطيع من خلاله نهب واستعمار ليبيا، لم يجد اردوغان افضل من فائز السراج للقيام بهذا الدور، وابرام اتفاقيات من شئنها اعطاء تركيا امتيازات بالاستفادة من الثروات الليبية وتسويقها واعطائها الاولية بذالك وكانت هذه بموجب فتوى من مفتي حكومة الوفاق .
اسباب الطمع التركي في ليبيا
اردوغان يحاول هنا وهناك الحصول علي غنائم ويقوم دائما بابتزاز اروبا بالكثير من القضايا كقضية اللاجئين والتهديد بفتح الحدود للمهاجرين، للحصول علي عضوية الاتحاد الاوروبي ، والان يحاول اردوغان بتضيق الخناق علي اوروبا من خلال التحكم بمنابع الطاقة التي تعتمد عليهم اوروبا من خلال الانابيب التي يخطط اردوغان لانشائها لتوصيل الغاز الليبي الي اوروبا وستكون تركيا المنفذ.
ان كان اردوغان كما يقول يدافع عن العرب وعن القدس وعن فلسطين، ويسمعنا خطابات رنانة تدمع العيون ، وتوجع القلوب، بالسر يقوم بعكس ما يظهر، فالقدس اقرب من ليبيا لارسال الجيش التركي اليهم، واين تركيا من قضية المرارة التي انتهت باعتذار عبر الهاتف، ووعود بتقديم تعويضات لاسر الضحايا ، واعطاء شفرات تقنية للطيران، وهاذا ما تم بالفعل فقد انهت تركيا تصنيع طائرتها بدون الطيار التي تحمل التقنيات الاسرائيلية والتي كانت الصفقة التي انهت بها انقرة الخلاف حول قضية سفينة مرمرة.
ولك ان تعلم بان تركيا تقيم علي اراضيها اكبر مصانع لتصنيع السلاح الاسرائيلي ويقوم الطيارون الاسرائيلين بالتدرب علي الطيران والمراوغة والهجوم ف الاجواء التركية، اردوغان يمارس الغزل بالعاطفة ويقوم بالخفاء بعمل النقيض، فحلم الامبراطور العثماني مازل يراوده بالسيطرة والنفوذ ونهب الخيرات للعرب. ولا تنسى بان الدولة العثمانية هي من سلمت الدول العربية للاستعمار .