هل تصمد روسيا أمام نزيف الخسائر وسيلان الهزائم؟

حرب روسيا

أوجه الحقيقة

ليس كلّ متوقع آتٍ، ولا كلّ مخطط تحكمه ساعة الزمان، فخريطة العبور إلى الحرب تتعثر بتحديات وصعوبات مفاجأة، هكذا هي صورة حرب بوتين على أوكرانيا، التي كانت منطلقها منذ أكثر من شهر بعلّة “حماية منطقة دونباس” من “الإبادة الجماعية”، إلا أن معطيات ساحة الوغى تغير حقيقة صمود روسيا وترسانتها العسكرية أمام نزيف الخسائر وسيلان الهزائم في أراضي جارتها الأوكرانية واشتداد وطأة الضغط الاقتصادي العالمي.

تساؤلات تناولها المحاضر في جامعة كنتاكي، الدكتور روبرت فارلي، في موضوع قدرة روسيا على استمرار مسار الحرب على أوكرانيا وصمودها أمام تكبيل اقتصادي وتقييد تبادلي دولي.

حرب روسيا وأوكرانيا

نشر المحاضر روبرت فارلي في موقع “1945”، مقال تطرق فيه إلى تأثيرات العقوبات الغربية المفروضة على روسيا التي تركت موسكو في وضع حرج وشديد.

وضعية اقتصادية تعمق أزمة روسيا من خلال تجميد العديد من احتياطاتها الأجنبية، الذي من شأنه أن يدفع بروسيا إلى التخلف عن سداد ديونها السيادية، وهو الأمر الذي يعتبره خبراء اقتصاديين تهديداً للنظام المالي العالمي.

وأشار فارلي إلى أن خليفة الاتحاد السوفياتي، ستعاني مما لا شكّ فيه من تداعيات طويلة المدى جراء العقوبات الاقتصادية الدولية.

كما تواجه روسيا عراقيل طاقية حيث أنها تكافح من أجل إتمام عقود الطاقة بسبب الاضطراب الذي تشهده شركات الشحن والطاقة.

خسائر روسيا في أوكرانيا

أكدت تقارير إعلامية أن بوتين أخطأ حساباته في حربه على أوكرانيا، خطأ تأكد عبر تتالي نكسات الجيش الروسي الذي تكبد خسائر فادحة في عناصره البشرية وعتاده الحربي.

وأحصت السلطات الأوكرانية الضربات الموجعة التي تلقتها روسيا في المعارك القتالية، حيث تحدثت هيئة الأركان الأوكرانية، عن مقتل 17 ألفَ جنديّ وتدمير 123 مقاتلة و127 مروحية و586 دبابة، منذ بدء الحرب في 24 من فبراير الماضي.

وقالت الهيئة في بيان أمس الإثنين: “إنّ الجيش الأوكراني دمّر في الفترة بين 24 فبراير و28 مارس، 1694 مركبة مدرعة و302 مدفعًا و95 منظومة صاروخية و54 منظومة صواريخ دفاع جوي”.

وتجسد نزيف الخسائر الروسية في تمكّن الجيش الأوكراني من تدمير 1150 مركبة عسكرية و7 سفن وزوارق حربية و73 سيارة وقود و66 طائرة من دون طيار للجيش الروسي، نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية.

كما خسرت روسيا سبع جنرالات في المعارك حسب ما أكدته وزارة الدفاع الأوكرانية، كان آخرهم مقتل الجنرال الروسي ياكوف ريزانتسيف في قصف قرب مدينة خيرسون الجنوبية.

خسائر جسيمة ستجبر روسيا على إعادة التحقق من خططها الحربية وخلط أوراقها الحسابية من جديد وسط احتدام الصراع وشراسة المقاومة الأوكرانية التي باتت تهدد مصير صمود القوات الروسية.

خسائر الجيش الروسي في أوكرانيا

وفقاً لتقارير، توقعت روسيا أن يدوم الصراع بضعة أيام فقط وبالتالي أن يكون تأثيره الاقتصادي محدود. إلا أن تكلفة الحرب اليومية تثقل كاهل الاقتصاد الروسي حتى وأن عمد إلى إخفاء هزيمته المالية، حيث أن تكاليف التعبئة والحشد الطويل المدى على الحدود الأوكرانية ستجهد بالتأكيد الموازنة الدفاعية الروسية.
وتتراوح تقديرات الكلفة المالية للقتال بين 500 مليون دولار و20 مليار دولار يومياً، تكلفة باهظة ستجبر مسألة الصمود الروسي إلى التباحث والمراجعة، فتكرار الهزائم تنذر بالزوال العاجل أو الآجل مهما ادعت روسيا قدرة اقتصادها على المواجهة وتحمل الأعباء.

الكرملين يحسم بشأن موعد مفاوضات السلام المباشرة مع أوكرانيا